كيف تتم المذاكرة بشكل فعّال؟ ما هي خطوات المذاكرة الصحيحة والمفيدة؟ كيف تكون المذاكرة السليمة؟ هل المذاكرة ضرورية؟ ولماذا؟ وأسئلة أخرى كثيرة ومتنوعة تدور في الأذهان عن هذه العملية المؤرقة لمعظمنا (أو لجميعنا).

   نعم، المذاكرة ضرورية. وهذا ليس فقط لتحقيق النتائج المبهرة في الامتحانات ولكنها تصنع منك شخصاً واعياً ومدركاً للحياة ونواحيها المختلفة، وتصنع منك شخصاً ناضجاً مسئولاً قادراً على العيش بكرامة وسط مجتمعه، وأيضاً تجعلك أهلاً للاحترام والثقة والتقدير من أقرانك وتمكنك من الوصول لأهدافك وأحلامك بشكل سليم ومثمر.

   يوجد في معجم المعاني الجامع تعريفاً للمذاكرة وهو: "معاودة فهم الدروس وحفظها". أما بالكلمات البسيطة فهي قراءة الدروس أكثر من مرة وفهمها وتذكرها إلى أن نحصل على الوضوح الكامل للمنهج فيسهل حفظه.

   وضع الخطط والطرق والتفكير بخطوات المذاكرة يجب أن يخضع لقوانين وضع الأهداف والتي تتضمن أن يكون لك هدف معين، قابل للتحقيق، له مدة زمنية محددة، وقابل للقياس. وذلك لتتمكن من الوصول لهدفك بدون محاولات فاشلة أو محبطة.

   ولأن المذاكرة هي شغلنا الشاغل وخصوصاً وقت الامتحانات، فسيناقش هذا المقال بعضاً من الخطوات والتقنيات الفعالة للتخطيط للمذاكرة الناجحة والبسيطة.
من ضمن تقنيات المذاكرة الفعالة هو الإجابة عن الأسئلة التالية:
ماذا سيذاكر؟ ومتى؟ وأين؟ وكيف؟ ومن سيساعد في المذاكرة؟

ماذا سيُذاكَر؟


   وهنا سنجد المشكلة الكبرى ألا وهي تراكم المذاكرة. لا تنظر إلى حجم المقررات المطلوبة ككل، بل ابدأ بالاهتمام بجزء صغير وحسب.


   كل ما تحتاجه للبدء هو تفتيت المشكلة والبدء بجزءٍ تلو جزء، من المواضيع الأسهل فالأصعب، ومن المواد الممتعة فالثقيلة. بهذه الطريقة ستجد جبل المذاكرة العظيم يختل وينقص إلى أن يصبح أقل شيئاً فشيئاً وتسهل المذاكرة.

   قم بوضع جدول للمذاكرة، بحيث يكون هذا الجدول محدداً زمنياً وكمياً ونوعياً وقابل للتحقيق (غير تعجيزي أو مبالَغ فيه). فوضع الجدول سيساعدك على تحسين نتائج دراستك.
   وأهم نقطة هنا بعد تفتيت المشكلة ووضع الجدول المناسب هي الالتزام بالجدول والخطة الموضوعة.

متى سيُذاكَر؟

   أثبتت الدراسات أن عدد الساعات المتبقي للمذاكرة يومياً، بعد النشاطات اليومية المعتادة كالنوم والعبادة والأكل والترفيه وغيرها، يساوي حوالي 35 ساعة. لكن، إذا كنت ستبدأ شيئاً جديدا فعليك أن تبدأ بوقت قصير إلى أن تكتسب العادة ثم تزيد الوقت كما تشاء. فالبدء بساعتين يومياً يعتبر بداية معقولة لمذاكرة فعالة ومستمرة ومثمرة. خصص ساعتين يومياً على الأقل للدراسة والمذاكرة لتقوم فيها بالمهم التي حددتها في جدولك. واحذر من تضييع الوقت أو السهر لوقت متأخر.

كيف سيُذاكَر؟

   ابدأ بالمقررات الأسهل فالأصعب ثم الأسهل، وهكذا تشجع نفسك للدراسة بشكل تلقائي. ولا تضيع وقتك في قرار أي المواد أسهل أو أصعب، فقط التزم بجدولك المُعَد سابقاً، قم بتعديل ما يلزم تعديله فيه، لكن لا تضع واحداً جديداً كليّاً.
·       خذ فكرة أولاً عن عدد الأجزاء والفصول للمواد لضبط جدولك على هذا الأساس
·       قم بقراءة عامة للموضوع الذي تريد مذاكرته أولاً لتأخذ فكرة عامة عنه قبل البدء في المذاكرة التفصيلية
·       حاول تلخيص كل فقرة في جملة قصيرة مكتوبة بجانبها
·       دون الملاحظات أو الرسومات التخطيطية أو الخرائط الذهنية
·       تلخيص الفصل في نقاط متواصلة أو جمل قصيرة مترابطة تلقائياً يسهل تذكرها.
·       قم بتذكرها وتسميعها بالكتابة أو شفهياً
·       راجع الموضوع من وقت لآخر فتصبح مذاكرته أسهل وأسرع مع كل مرة في المراجعة
·       استخدم بعضاً من ألعاب الذاكرة لتساعدك في التذكر

أين سيُذاكَر؟

تعتمد الدراسة والمذاكرة الفعالة على مكان المذاكرة.
·       اختر مكاناً مناسباً جيد التهوية ويتميز بالهدوء والبعد عن المشتتات (بعيداً عن السرير)
·       قم بتجميل وبتجهيز مكان المذاكرة بالأدوات اللازمة والتي ستحتاجها أثناء المذاكرة (أقلام، ألوان، كتب وملازم وكشاكيل)
·       ضع أمامك المقرر الذي ستذاكره فقط وأبعد الباقي من أمام نظرك (لمنع التشتيت ولتشجيع نفسك)
·       لا تتشتت بالأشياء المحيطة كالتليفون أو التليفزيون أو الانترنت أو أي شيء آخر كمشاجرات الوالدين أو تصرفات الأقران السيئة

من سيساعد في المذاكرة؟

يمكنك الاستعانة بمساعدة آخرين للوصول للفهم الصحيح للمقرر مثل الوالدين، المعلم، الدروس الخصوصية، الدروس المتاحة على الانترنت، أو المذاكرة الجماعية.

لكن هناك بعداً آخر ينبغي الوعي به والأخذ به في الاعتبار، وهو المعوقات أو المشاكل التي ربما تواجهك أثناء المذاكرة وتتضمن عدم الرغبة، النسيان، السرحان وعدم التركيز، الانشغال بحساب المدة، المرض، تغير المكان، الاسترخاء أو الترفيه.
وهناك أيضاً نوعاً آخر من المعوقات مثل: العدوان، النشاط الزائد، أحلام اليقظة، سرعة التشتت، الحساسية الزائدة، إثارة الشغب، الشعور بالنقص، الملل، عدم الثقة بالنفس أو الخجل.
فيجب الوعي بهذه المشكلات لتجنب حدوثها والتعامل معها إذا حدثت بالشكل الملائم. وإليك بعض النصائح العامة المساعدة في ذلك:
·       خذ استراحة لمدة نصف ساعة بعد كل ساعة عمل
·       المشي يحسن من رغبتك في الالتزام بجدولك
·       الموسيقى لها نفس التأثير
·       شرب الشاي (قبل أو بعد المذاكرة وليس في وسطها)
·       تفتيت المقررات إلى أجزاء صغيرة
·       استخدم وسائل التذكر المختلفة كربط الكلمات أو الرسومات التوضيحية والمخططات الذهنية
·       التخطيط المسبق للمذاكرة
·       مخاطبة النفس وتذكيرها بأهمية المذاكرة وبسبب قيامك بها وبهدفك وأحلامك التي ستتحقق من خلالها
·       كافئ نفسك بعد كل إنجاز
·       عدم السهر أكثر من اللازم
·       تكرار مذاكرة نفس المقرر من وقت لآخر سيجعله تلقائي التذكر
·       لا تخف من الامتحان
وبهذه الطريقة تستطيع التحكم في مقرراتك والانتهاء من مذاكرتها بسهولة ويسر. هذا لا يعني أنك لن تجتهد في ذلك وتبذل ما بوسعك، لكنك ستفعل ذلك بشكل أفضل وأسرع. وتذكر أن الله لن يضيع أجر من أجتهد في عمله.